بورتريه فردوس العياري الأولى وطنيا في شعبة العلوم التجريبية
اسمها فردوس العياري أصيلة معتمدية منزل بوزلفة ذات الثمانية عشر ربيعا، تلميذة بالمعهد النموذجي منذ المرحلة الإعدادية وحائزة على المرتبة الأولى في امتحان البكالورية شعبة العلوم التجريبية بمعدل 19.72.
فردوس أكبر ثلاث فتيات لعائلة عبد الوهاب العياري، تليها حبيبة وبية، هادئة الطباع، رقيقة الابتسامة، مجتهدة ومثابرة منذ السنوات الأولى للتمدرس، سليلة عائلة تقدس التعليم وتستثمر فيه، هكذا حدثنا عم فردوس ووالداها.
والدة فردوس مهندسة فلاحية والأب مهندس في الإعلامية، ويقول السيد عبد الوهاب العياري :" منذ السنوات الأولى عهدت لزوجتي أمر رعاية البنات وتوجيههن وأثق في اختياراتها ودعمها لهن وتوقعنا نجاحها الباهر بحكم مواظبتها واستقامتها ولكن لم نتوقع هذا التميز على مستوى وطني، فعندما تلقيت الإرسالية، سارعت بسؤال زوجتي هل 19.72 معدل إحدى المواد أو معدل عام حتى أستوعب بفضلها النبأ السعيد".
أما الأم عبير عبد الوهاب، فقد مدحت استقلالية فردوس وتشبثها بطريق الاجتهاد والتضحية، فبقرار مشترك اختارت الأم وفردوس وشقيقتها حبيبة التي تصغرها بثلاث سنوات تسوغ منزل بمعتمدية نابل حتى تستقر فردوس فيه وتنجح عامها الدراسي في البكالوريا، تجنبا لمشقة الرحلة بين منزل بوزلفة ونابل وللاستثمار في ساعات النهار.
قضت فردوس عامها الدراسي بعيدة عن الأهل محرومة من دفى العائلة إلا من زيارات الأم أول الأسبوع وعودة إلى المنزل نهاية الأسبوع، وبفضل شقيقتها ودعم أبويها، تمكنت من إنجاح عامها الدراسي حدّ التفوّق وطنيا.
وعن وجهتها في مسارها الدراسي، تقول فردوس بقرار ثابت:" لا أحب الإغتراب سأدرس الطب في تونس ولن أغادر بلدي".
لفردوس هوايات ساعدتها على الترفيه وعلى صفاء ذهنها عندما يشتد حزم المراجعة والتحضير، فتتسلى بالطبخ أو بمشاهدة ومطالعة قصص بوليسية.
ولفردوس، التي صقلتها باكرا تجربة التعلم النموذجي، ملاحظات توجهها لوزارة الإشراف، فتقول " أرجو إعادة النظر في كثافة البرنامج وفي توزيع الأساتذة والعناية بمحتوى برنامج التمدرس وملاءمته مع وقت التلميذ والأسرة".
وتأمل فردوس أن تستثمر الدولة أكثر في إصلاح التعليم والنقل .
وختمت فردوس حوارها مع موزاييك بتوجيه رسالة إلى زملائها التلاميذ سواء المؤجلين إلى دورة المراقبة أو لإعادة خوض التجربة السنة المقبلة، فتقول :" لا تستسلموا يمكنكم اقتلاع النجاح والتميز واعتنوا بصحتكم النفسية وبساعات نومكم "!
سهام عمار